أُدرك أن التحري من الحقائق ضروري لتمييز المعلومات المُضللة على الإنترنت.
هل تنتشر الأخبار المزيفة بشكلٍ أكبر؟
الأخبار المزيفة أو الخاطئة موجودة وتستخدم للدعاية والفائدة السياسية منذ عقود، ولكن الآن قنوات التواصل الاجتماعي سمحت لهذه الرسائل بالانتشار، وخاصة ما يدغدغ ويلامس المشاعر منها، بأن تنتشر للجميع.
هل تعرفون، كأهل ومسؤولين، أن أطفالكم من الممكن أن يكونوا عرضةً لتلقي ونقل الأخبار المزيفة دون أن يدركوا ذلك؟
فما هي الأخبار المزيفة؟ هي الأخبار والقصص التي تصمم عمداً بشكلٍ خاطئ أو تحتوي معلوماتٍ غير واضحة، مضللة للقراء. ولهذا، حتى وإن لم نكن جزءاً من صناعة هذه الأخبار الخاطئة إلا أننا من الممكن أن نكون سبباً في نشرها، ونساعد (وأحياناً بسرعة) في رفع درجة تصديق الجميع للخبر.
تنتشر الأخبار المزيفة عبر البرامج التي تسمح للمستخدمين (عادةً ما يكونون مستخدمين مزيفين) بإعادة النشر السريع للأخبار، أسرع من إعادة النشر الفعلية التي يقوم بها وتستغرق وقتاً من المستخدمين الفعليين، وهي تقنيات تستخدمها الشركات للكسب المادي السريع، أو عندما يشتري المتطرفون الإعلانات الكثيرة الجديدة.
ولكن الأخبار المزيفة تنتقل من الأفراد أيضاً، فإننا كمستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي نظن أنه من الممتع والمثير للاهتمام مشاركة المعلومات، خاصة تلك العجائبية منها والغريبة والتي كثيراً ما تكون لا تُصدَق، ولهذا فإن المعلومات المزيفة والخاطئة تنتشر بشكلٍ أسرع بكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويقوم الناس بإعادة مشاركتها بشكلٍ كبير أكثر من الأخبار الصحيحة، وهذه الأخبار التي تنتشر بهذه السرعة كثيراً ما تؤثر بشكلٍ مدمر على الأفراد والمجتمعات.
لقد كانت كذبات وأخباراً مزيفة، فقد تنتشر اخبارا سيئة تؤثر تاثيرا بالغا علي سبيل المثال يتداول الناس على مواقع التواصل الاجتماعي تغريدةً غير رسمية تعلن أن أسعار الوقود سترتفع صباح الغد لثلاثة أضعاف التسعيرة، وعليها هرع الناس لمحطات الوقود فأصبحت الشوارع والمناطق المحيطة بالمحطات لا تطاق بسبب زحمة الناس، وفي الحقيقة أنه لا يوجد أي ارتفاع أو تغيير للأسعار.
هذه الأخبار المزيفة تنتشر سريعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليصدقها الجميع، لأن هذه الأخبار تحولت لتكون ضمن الأقسام الأكثر رواجاً والأكثر مشاركة ومشاهدة على المواقع المختلفة لتكون ضمن الرائج والوسوم (الهاشتاق) الأكثر تفاعلا، وقد وضعت جوجل وفيسبوك خلال تحديث سياساتها الأخيرة منع انتشار الأخبار الزائفة، مما يتعارض مع الشركات التي تعتمد على عدد المرات التي يضغط فيها اللينك ويجعلها تخسر.
بعد أن أصبحنا جميعاً ننشر المعلومات عبر الانترنت، تحولنا جميعاً لصحفيين ويجب علينا أن نتبع جميعاً الأسس الأخلاقية التي تربط الصحفيين بـ"الصدق والمصداقية خلال تقديم الرسالة، وتطوير طرق للتأكد من الأساليب المختلفة التي تتحدى بشكلٍ مباشر وغير مباشر كرامة الأشخاص"، ومن الضروري ألا يتم تمرير أي معلومات وأخبار خاطئة أو ضد القيم الإسلامية والقطرية، قال تعالى:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6)"
سورة الحجرات
القرآن الكريم
حتى نتأكد من أن لا نصبح جزءاً من توارد الأخبار الخاطئة والمزيفة، يجب علينا اتباع الأسس البسيطة في التحقق من المعلومات قبل نشرها خاصة وإن بدَت ضبابية، أو مضللة، أو غير موثوقة. وبهذا، نحتاج جميعاً أن نكون مشاركين واعيين للمعلومات فقد يكون إدراكنا الداخلي بريئاً ولكن آثاره وتأثيره مختلف على الانترنت ويؤدي لنتائج غير متوقعة.
يجب أن يكون الوعي لدينا عالٍ، فماذا لو شاركنا في نشر خبر وفاة شخص ليصدقه مئات الناس وهو خبر خاطئ؟ ومن المهم أيضاً مشاركة هذه المشاكل مع الأطفال، ففي الواقع لربما يعرفون أكثر منا عن طريقة التأكد من صحة المعلومات ولكنهم لم ينتبهوا لأهمية التأكد من صحة المعلومات ولماذا يجب أن يتحققوا عدة مرات قبل إعادة النشر.