دليل المعلم الخاص بمساعدة الطلاب من الوقوع ضحية للمعلومات المضللة والأخبار الكاذبة
بدايةً، تحيةً كبيرةً لمعلمي القرن الحادي والعشرين. نحن نعلم أنّ العالم الرقمي الآن يغيّر وجه الفصول الدراسية بالفعل، ويفسح الطريق لمزيدٍ من التحديات التي يجب مراعاتها في كل خطة تدريس.
ونظرًا لأنّ الطلاب محاطين بأخبار كاذبة ومزيفة، فهم ليسوا ضحايا بعيدين عن المعلومات المضللة التي قد تظهر في أيّ وقت خلال بحثهم عبر الإنترنت، أو عبر منشورات وسائل التواصل الاجتماعي. قد يعيش الطلاب في أوهام، أو ينظرون إلى العالم بعدسة تؤذي أنفسهم، وربما يتمّ التأثير عليهم لاتخاذ قرارات خاطئة، أو تكوين صداقات مع الأشخاص الخطأ. وهذا ما يعرف بمخاطر تصديق الكذب التي يمكن أن تذهب بهم بعيدًا.
ماذا عن اللحظة التي يستغرقها لمشاركة مثل هذه المعلومات المزيفة؟ إنَّ الضرر المحتمل سيكون مضاعف، سيكون هناك عدد غير معروف من الأشخاص الذين قد يقعون ضحية لهذا الخداع. إذن، كيف يمكنك كمعلم حماية طلابك الذين يُتوقع أن يكونوا قادة رقميين في الغد؟
لذا انطلاقًا مما سبق، يُقدم لك هذا الدليل بعض النصائح حول كيفية تطوير التفكير النقدي لدى طلابك، ودفعهم ليصبحوا مُلمّين بوسائل الإعلام، ومدققين للحقائق، ومدركين للخط الفاصل بين الأخبار الحقيقية والمزيفة.
كيف أساعد طلابي في التعامل مع المعلومات المضللة والأخبار الزائفة التي يصادفونها عبر الإنترنت؟
بدايةً، قم بتثقيفهم حول المعلومات المضللة والأخبار المزيفة، بما في ذلك تعريف كل منهما، ولماذا قد يختلقها شخص ما، ولماذا ينشرها، ومدى مخاطر تصديقها، أو حتى في أسوء الأحوال عندما يقوم أيّ شخص بالتصرف بناءً عليها.
في مرحلة متقدمة، يمكنك مناقشة الخطوط الفاصلة بين الحقيقة، والرأي، والموضوعية، والتحيز، والتقارير السردية، والقصص المثيرة. كما يمكنك أيضًا معالجة مفاهيم مثل: المحتوى الذي يُنشئه المستخدم، والتقارير الدورية، حيث يتمّ مشاركة الأخبار المزيفة من قِبل أطرافٍ متعددة، وتبدأ في الظهور بطريقةٍ يمكن التحقق منها.
لذلك، حذّر طلابك من مشاركة أيّ معلومات يشتبهون فيها، واطلب منهم إخفاء المعلومات المضللة، والأخبار الزائفة، أو إلغاء متابعتها، أو الإبلاغ عنها. بالإضافة إلى هذا، يمكنك أيضًا تقديم محتوى قابل للنقاش معهم، وتحديهم لاكتشاف مصداقيته من خلال البحث المناسب عبر الإنترنت.
كيف يمكنني توجيه طلابي لإجراء بحث مناسب عبر الإنترنت؟
يمكن أن يؤدي فهم ما يجب فعله، وما لا يجب، عند البحث الصحيح عبر الإنترنت، إلى إنقاذ الطلاب من فخ المعلومات المضللة والأخبار المزيفة.
افعل:
- تحقّق من تاريخ النشر لمعرفة ما إذا كانت هذه المعلومات أو أنّها أصبحت قديمة جدًا.
- البحث عن صحّة الاقتباسات ومصداقية من يقولها.
- التحقق من المعلومات من خلال ضبط مصادر مختلفة للبحث في نفس الموضوع.
- ابحث عن بيان حقوق النشر، وقسم "من نحن" و "اتصل بنا" لتقييم موثوقية موقع الإنترنت.
- استمر في البحث عن أيّ معلومات مقترنة تعتقد أنّها قد تكون مفقودة.
لا تفعل:
- استخدام التقارير والأخبار من مصادر مجهولة.
- لا تقع ضحية العناوين الجذابة التي تتم كتابتها عن قصد؛ بهدف جذب الانتباه والنقرات، لأنّه عادةً ما ينتهي بها الأمر بعرض محتوى خادع أو مزيف.
- تجاهل التصاميم الرديئة، مثل النص غير المترابط، والأحرف الكبيرة للغاية، والصور التي تمّ تحريرها بشكلٍ كبير، فقد يشير هذا إلى ضعف مصداقية المعلومات.
- استمر في متابعة خبر كل بضع دقائق، فالتقارير الجيدة يستغرق إعدادها وقتًا لربط النقاط ببعضها.
- الاعتماد على المحررين الذين يعيدون نشر المعلومات، بينما يمكنك التحقق مباشرة من المصدر الأصلي.
ما هي بعض المراجع الجيدة والمصادر الموثوقة للمعلومات التي يمكنني تقديمها لطلابي؟
- محرك جوجل للبحث العلمي: مصدر رائع للأدب العلمي، مثل المقالات، والمجلات، والاقتباسات، والكتب الأكاديمية.
- موسوعة بريتانيكا: منصّة موثوقة للبحث في الموضوعات العامّة، مثل التاريخ، والموسيقى، والسير الذاتية.
- أخبار العلوم للطلاب: موقع إلكتروني يقدم دعمًا تعليميًا يجعل العلوم أكثر متعة.
- كتاب حقائق العالم: منشور سنوي يحتوي على معلومات جديرة بالثقة عن دول العالم.
- مصادر الأخبار العالمية: مثل الإيكونوميست، وبي بي سي.
- مواقع الويب التي تحتوي على ".gov" و ".edu": عادةً ما تكون مصادر موثوقة ورسمية للمعلومات الحكومية والتعليمية.
- مواقع الويب التي تستخدم اسمها في عنوان URL: حيث تكون غالبًا أكثر مصداقية من مواقع الويب التي تستخدم أسماء غير ذات صلة في عنوان URL الخاص بها.
- المواقع المختصة بالتحقق: مثل "Media Bias/Fact check" للتحقق من تحيّز بعض وسائل الإعلام.
ماذا أفعل عندما أعرف أنّ طلابي ينشرون معلومات مضللة وأخبارًا كاذبة؟
- استخدم النصائح أعلاه لمساعدتهم على التمييز بين الحقيقي والمزيف.
- شجعهم على التشاور معك أو مع أحد أفراد الأسرة البالغين، قبل مشاركة المعلومات والأخبار.
- أظهر لهم دليلًا على أنّ المحتوى الذي شاركوه ليس دقيقًا أو صحيحًا.
- اشرح كيف يمكن أن يؤثر ذلك على سمعتهم على الإنترنت ومصداقيتهم.
- امنحهم مصادر موثوقة تنشر أخباراً حول الموضوعات التي تهمهم.
- حفزهم للتشاور مع والديهم أو مقدمي الرعاية عند الحاجة إلى دعم إضافي.
وفي النهاية، قد يكافح الطلاب للتمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة، وفي بعض الأحيان قد تؤثر عليهم المعلومات الخاطئة. لذلك، اغتنم بيئة الفصل الدراسي لمقاومة المعلومات الخاطئة ذات التأثير العالي، وذلك بهدف خلق جيل من المفكرين الناقدين، والذين هم أيضًا مواطنون رقميون مسؤولون.