أُدرك أن التحري من الحقائق ضروري لتمييز المعلومات المُضللة على الإنترنت.
الأخبار الكاذبة والمعلومات المُضللة
في عالمنا اليوم، الأخبار الكاذبة، والتّضليل، إضافةً إلى التّهويل والانحياز الإعلاميّ أصبحت موجودة في كلّ مكان حولنا.وأحيانًا، قد يصبح الأمر خادعًا بعض الشّيء؛ بحيث يصعب معرفة حقيقة ما يحدث، فإذا كان هذا هو الحال مع البالغين، فتخيّل صعوبة الإبحار في عالم الإعلام الخاصّ بالأطفال والمراهقين، وتخيّل سهولة إقناعهم بأنّ نجمهم المفضّل على (انستغرام) مثلًا، يملك الوزن المثاليّ، والبشرة المثاليّة، والعلاقة المثاليّة، باختصار الحياة المثاليّة.
الإعلام أحيانًا قد يتعدّى تقديم معلومات مغلوطة؛ فهو يمارس مختلف أنواع التّضليل فيصبح الأمر حينئذ خطيرًا؛ لذلك علينا أن نعلّم أبناءنا المهارات اللّازمة لتمييز الحقيقة من التّزييف.
كيف يمكننا التّمييز بين الحقيقة والتّزييف؟
كبداية جيّدة للتّمييز بين الحقيقة والتّزييف، يمكن تعليم أبنائنا معنى (الحقيقة و التّزييف) وترسيخ ذلك بعرض أمثلة توضيحيّة، فيمكن مثلًا، إطلاعهم على أخبار حقيقيّة و أخرى مزيّفة، و نطلب منهم مقارنتها ببعضها ثمّ نشرح الفروقات بينها، أمّا بالنسبة للمعلّمين فهنالك طرق أخرى، على سبيل المثال، يمكن أن يقوموا بتمارين مثل الطلب من التّلاميذ كتابة مقالين متضادّين عن خبر واحد، حتّى يتعلّموا النّظر للحقائق من وجهات نظر مختلفة. إنّ من واجب الوالدين أيضًا متابعة الإعلانات والقصص المدفوعة، ثمّ سؤال أبنائهم عن رأيهم فيها.
ووفقًا لإحدى مؤسّسات اللّغة المرموقة، هنالك خمسة طرق للتّفرقة بين الأخبار الحقيقيّة والأخبار المزيّفة، وهي:
- ابحث عن عناوين URL غير اعتيادية.
- قم بتحليل شكل المحتوى.
- ابحث بعمق في تفاصيل الخبر.
- قم بالتّدقيق.
- قم بالبحث عن الصّور لمعرفة إذا تمّ نشرها في مواقع مختلفة.
كيف يمكن للوالدين أن يكونا مثالًا يحتذى (مفهوم القدوة)؟
دائمًا عندما تريد ترسيخ فكرة ما، من الأفضل أن تكون مثالًا يحتذى، لذلك عند شراء صحف من مصادر موثوقة، فأنت تعلّم أبناءك أهميّة البقاء على اطلاع على أخبار العالم مع الأخذ بعين الاعتبار أهميّة اختيار المصادر ذات المصداقيّة. ومع نموّ أبنائك وزيادة إدراكهم، ابدأ بقراءة أخبار قصيرة وناقشها معهم، كما أنّ قراءة المؤلّفات المبنيّة على أحداث حقيقيّة، هي طريقة مهمّة لترسيخ أهميّة الحقائق في حياتنا.
وكما ننصح دائمًا، فإنّ التّواصل يظلّ أحد أهم المفاتيح؛ لذلك فإنّ النّقاش مع أبنائك أثناء الجلسات العائليّة حول آخر المستجدّات هو أمر جيّد، أو النّقاش معهم حول أمور يجدونها محلّ اهتمام ويمكن ربطها بالأخبار المستجدّة، هي طريقة لتعرّف الأمور الّتي يسمعونها أو يناقشونها في المدرسة والّتي قد تكون مغلوطة.
إنشاء المحتوى وعلاقته بالأخبار المزيّفة
عند الحديث عن المدوّنات العامّة ومدوّنات الفيديو، فإنّ المراهقين والمراهقات هم الفئة الأكبر الّتي تقوم بإنشاء هذا النّوع من المحتوى أو متابعته، ومع أنّ هنالك الكثير من الإيجابيّات والسّلبيّات الّتي يمكن ذكرها، إلّا أنّنا سنسلّط الضّوء على أهمّ السّلبيات المتمثّلة في احترام الذّات، والقدرة على نقد الذّات واللّذين ينعكسان على رؤية هؤلاء النّاشئين للمواضيع بموضوعيّة ونقد بنّاء، ومن السّلبيّات أيضًا لهذا العالم امتلاؤه بالإعلانات التّجاريّة، إضافةً إلى المتابعة المستمرّة لأولئك الّذين يستطيعون الحصول على كلّ ما هو باهظ الثّمن، والّتي يمكن أن ينشأ عنها إحساس بالغيرة والحسد غير الضّروريّين.
إنّ من المهمّ أن يؤكّد الوالدان لأبنائهم أنّه من حقّهم الطّموح للوصول للنّجاح الّذي وصل إليه هؤلاء المدوّنون الّذين يتابعونهم ، لكن مع التّأكيد عليهم أنّ المادّيات لا تمثّل كلّ شيء في حياتنا، وأنّ المدوّنين هم أشخاص مثلنا، لديهم حياتهم الّتي تحتوي على الايجابيّات والسّلبيّات. إذا اكتشفت يومًا أنّ أبناءك من المتابعين لأحد المدوّنين غير الممثّلين للقيم والعادات الّتي ترغب في تنشئة أبنائك عليها، قم بالتّحدّث معهم حتّى يقوموا بمتابعة مدوّنين آخرين ممن يقدّموا نفس الأفكار لكن بما يتماشى مع القيم والعادات الّتي ترغب في تنشئة أبنائك عليها.
فهم الفرق بين التّضليل والمعلومات القيّمة
- يميل النّاس للمبالغة على وسائل التّواصل الاجتماعيّ، فيجب فهم أن ليس هنالك حياة مثاليّة كما تظهر صور (الانستغرام) مثلًا.
- لسوء الحظّ، فإنّ السّاسة والمشاهير يكذبون أحيانًا، لذلك من المهمّ أن يتحدّث الأبناء مع الرّاشدين من حولهم، ومن المهمّ البحث عن مصدر آخر للمعلومة قبل تصديقها.
- قم بأبحاثك الخاصّة.
- اسأل أسئلة وقم بنقاشات مع أشخاص مختلفين، يكون منهم من يختلف معك في الآراء.
- على قدر استطاعتك، حاول دائمًا الحصول على الأخبار من مصادر متعدّدة للتّأكّد من صحّتها.
- فكّر دائمًا بطريقة نقديّة.
ختامًا، تذكّر دائمًا أن تفكّر بطريقة نقديّة عند القراءة وعند مشاهدة الأخبار أو الاستماع إليها، ثمّ قم بتشجيع أبنائك للقيام بهذا الأمر؛ أخبرهم باستمرار أنّه بإمكانهم التّحدّث إليك أو إلى أحد الأشخاص البالغين الّذين هم محلّ ثقة إذا ساورتهم شكوك تجاه أيّ خبر.