ما هي أنواع الإساءة عبر الإنترنت؟
حماية طفلي من الاستدراج عبر الإنترنت
لقد أُثبِتَ بشتّى الطرق أنّ الإنترنت يمثّل تجربة ممتعة ورائعة لجميع الأطفال تقريبًا. فهم يندفعون بكل حماسة وجرأة لاستكشاف العالم الافتراضي، سواء من وراء شاشة الهاتف المحمول الصغيرة أو عبر جهاز الحاسوب المكتبي الكبير الحجم. ولكن خلف هذه المتعة، ينشط آلاف المجرمين عبر الإنترنت، مترصدين ضحيتهم التالية للاستدراج عبر الإنترنت. لذا، إليك ما يجب معرفته.
تعريف الاستدراج عبر الإنترنت
الاستدراج عبر الإنترنت هو نوع من الإساءة أو التلاعب عبر الإنترنت حيث يقوم المجرمون بمصادقة الأطفال لأهدافٍ خطيرة وغير لائقة، والمشاركة في أحاديث ونقاشات لا تلائم أعمارهم، وما إلى ذلك.
كيف تحدث الاستدراج عبر الإنترنت؟
المرحلة الأولى: اكتساب الثقة
لتسهيل عمليّة التلاعب، يقوم المجرمون بمصادقة الأطفال عبر الإنترنت وكسب ثقتهم من خلال:
- التعامل معهم بطيبة ولطف
- مساعدتهم في أداء فروضهم المنزلية، أو إعطائهم المال أو مكافآت أخرى
- التظاهر بأنّهم قدوة لهم
- الاستماع إلى مشاكلهم وتقديم النصائح لهم
المرحلة الثانية: تحفيز التكتّم
وللتأكد من أن الأطفال لن يقوموا بإبلاغ أي شخص بأي شيء ، قد يخبرهم المجرمين عبر الإنترنت ما يلي:
- إذا تكلّمت، فلن يصدقك أحد وسيظنونك مجنونًا.
- ليبقَ هذا الموضوع سرًّا بيننا. لا تُخبِر أحدًا به.
- إذا بقيت صامتًا، يمكنني مساعدتك بشكل أفضل.
- إذا تكلّمتَ، سأوقعك في مشاكل.
- إذا قام أحد باكتشاف الأمر، سأؤذي نفسي وأتركك وحيدًا.
المرحلة الثالثة: الانخراط في تصرفات مخلّة بالآداب عبر الإنترنت
يحاول المجرمون عبر الإنترنت بمطالبة الأطفال بالقيام بتصرّفات غير لائقة عبر الإنترنت ولا تناسب أعمارهم كالمحادثات الغير لائقة. إنّ هذا الأمر سيسبب ضررًا نفسيًا للطفل، وذلك بسبب تعرّضه لتصرّفات ومحادثات عبر الإنترنت لا يمكن إدراك تأثيرها إلا مع الوقت.
المرحلة الرابعة: الحفاظ على السيطرة
بُعد الوصول إلى أهدافهم، يحاول المجرمون عبر الإنترنت الحفاظ على العلاقة إمّا عن طريق التهديد واستخدام القوة أو عن طريق السيطرة العاطفية تحت منطق "لن يتمكّن أحد من فهمك ومساعدتك مثلي".
كيف أعرف إذا كان طفلي ضحية؟ ما هي العلامات التي تشير إلى ذلك؟
- تمضية وقت أطول على الإنترنت
- التحدّث بأمور أو لغة لا تناسب عمره
- عدم الإفصاح عن الأنشطة التي يقوم بها وأصدقاؤه عبر الإنترنت
- الانعزال وعدم التواصل
- تقلبات مفاجئة في المزاج والشعور بالحزن
- تراجع الأداء المدرسي
كيف أحافظ على سلامة طفلي؟
في معظم الأحيان، لا يدرك الأطفال أنّهم يتعرضون الاستدراج . لذا، يُنصَح باتخاذ إجراءات لمنع حدوث ذلك والتدخل بالطريقة المناسبة.
مرحلة الوقاية: الوعي
من المهم بناء علاقة مع طفلك تتّسم بالدّعم والثقة، تستطيع من خلالها تثقيفه بشأن ا الاستدراج عبر الإنترنت، بحيث لا يتوانى عن إخبارك بأيّ حوادث مماثلة تحدث معه ولا يخشى معها التعرّض للّوم أو العقاب. يُمكنك أيضًا إخباره بما يلي:
- في بعض الأحيان لا يظهر الأشخاص الذين نتواصل معهم على الإنترنت على حقيقتهم.
- يمكن للأشخاص إنشاء حسابات وهمية بأسماء أو صور غريبة لاستخدامها لأغراض مسيئة. لذا، كن حذرًا من الأشخاص الذين تتّحدث معهم عند اتّصالك بالإنترنت.
- أودّ معرفة كل شيء عن الأصدقاء الجدد الذين تتعرف عليهم عبر الإنترنت، فأنا أريد أن أعرف مع من تتحدث لأنني حريصٌ جدًا على سلامتك.
- يمكنني مرافقتك في حال كنت ترغب في مقابلة شخص تعرّفت عليه عن طريق الإنترنت.
- كن حذرًا بشأن المشاركات التي تقوم بها عبر الإنترنت. فقد يستخدم البعض صورك الشخصية ضدّك.
- لا تكشف أمام الأشخاص الذين تقابلهم عبر الإنترنت معلومات تعرّف عنك كعنوانك واسم مدرستك.
- دعنا نضبط إعدادات الخصوصية معًا.
- إذا كان هناك ما يثير قلقك على الإنترنت، يُمكنك إخباري، وأنا سأساعدك حتمًا.
مرحلة التدخل: اتخاذ الإجراءات
يجب إنهاء العلاقة بين طفلك ومن يستدرجه على الفور. يمكنك دائمًا إبلاغ السلطات المعنيّة عن هذه الجريمة فضلًا عن اتّخاذ خطوات أخرى مفيدة:
- مساعدة طفلك على الشعور بالأمان والدعم من دون تحميله المسؤولية بشكلٍ مباشر.
- تعليمه حبّ الذات للتخلّص من الشعور بالذنب الذي قد ينتابه.
- استشارة طبيب نفسي أو استشاري لمعالجة الأضرار النفسية المحتملة.
- الانضمام إلى مجموعة دعم عبر الإنترنت أو خارج إطار الإنترنت لكي تظهر لطفلك بأنّ هناك آخرين يواجهون المشكلة نفسها، ومساعدته على التحدث بصراحة أكبر عن تجربته.
بصفتك أحد الوالدين، فإنّ طفلك يعتبرك البطل الخارق الأوّل بالنسبة إليه. لذا عليك التسلّح بالمعرفة الصحيحة لإنقاذه من جميع أنواع المخاطر التي تعترضه عبر الإنترنت. دعونا نتشارك المعلومات مع المزيد من الآباء وأولياء الأمور للمساعدة في حماية الأطفال الآخرين أيضًا.