ما هي أنواع الإساءة عبر الإنترنت؟
دليلك للتعامل مع المضايقات عبر الإنترنت
كتب البروفيسور ديفيد دبليو أور في كتابه "تعليم أطفالنا من أجل عالمٍ مستدام": "العالم لا يحتاج إلى أناس أكثر نجاحًا، إنّه بحاجة ماسّة إلى المزيد من صانعي السلام، والمعالجين، والمرممين، والحكّائين، وناشري المحبة ".
ووفقًا لتقرير صدر حديثًا عن مركز بيو للأبحاث، والذي يسلط الضوء على الخطورة المتزايدة والناتجة عن المضايقات عبر الإنترنت، نجد أنّ مثل هذا الاقتباس ينطبق تماماً على عالمنا الافتراضيّ أكثر من أيّ وقت مضى، وخاصّةً فيما يتعلق بممارسات التنمر عبر الإنترنت.
ما هو التنمر الإلكترونيّ؟
بشكلٍ عام، يُعرّف التنمر بأنّه أيّ سلوك عدوانيّ وضيع يتمّ توجيهه إلى الآخر بشكلٍ متكرر وعلى فترات طويلة، بهدف إشعال الألم النفسي عنده وسلبه الراحة.
وكما يوحي الاسم، فالتنمر الإلكترونيّ -على عكس التنمر التقليديّ- هو تنمر يحدث في الفضاء الإلكترونيّ، ويتمّ ممارسته عبر الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر، أو أيّ أجهزة أخرى متصلة بالإنترنت. بالإضافة إلى هذا، يمكن أيضًا أن يحدث التنمر عبر الإنترنت في أيّ وقت وفي أيّ مكان، سواء كنت في مكان آمن في منزلك، أو مستمتعاً بقضاء عطلة بحرية.
لذا سنتناول في هذه المقالة بعض المضايقات التي تحدث عبر الإنترنت، بالإضافة إلى الطرق الشائعة التي يقوم المتنمرون باستخدامها من خلاله.
ما هي المضايقات التي تمارس عبر الإنترنت؟
تحدث هذه المضايقات عندما يقوم شخص باستخدام إحدى الجرائم التالية بشكلٍ متكرر بهدف إلحاق الأذى بك، أو إيذاء أيّ ضحية أخرى:
- مشاركة تعليقات قاسية أو مهينة على منشوراتك الخاصّة.
- الإشارة إليك ببعض الإساءات اللفظية في مربع الدردشة الخاص بالألعاب متعددة اللاعبين عبر الإنترنت.
- نشر النميمة والأكاذيب والشائعات عبر الإنترنت بهدف الإضرار بسمعتك.
- حث الناس-وخاصّةً أولئك المتواجدون ضمن دائرتك القريبة- للإساءة إليك.
- سرقة هويتك على الإنترنت لإرسال رسائل كراهية نيابة عنك.
- إنشاء موقع، أو صفحة تواصل اجتماعية على شبكة الإنترنت بهدف استهدافك مباشرةً.
- نشر محتوى خاص ومحرج عنك أو إرساله للآخرين.
- استبعادك من مجموعة، أو إخفاء تعليقاتك من قِبَل مسئولين أو مدراء.
- إرسال رسائل مؤذية وتهديدية إليك عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي.
لماذا نقف في وجه المضايقات عبر الإنترنت؟
- تعزيز الاحترام واستخدام الإنترنت بأمان: لديك الحق المطلق في الحفاظ على خصوصيتك وسمعتك الطيبة عبر الإنترنت، خاصّةً بعدما أصبح من السهل جدًا انتهاكها ببضع نقرات، حيث يمكن لأيّ شخص مشاركة شائعات مُهينة وأكاذيب عنك مع آلاف الأشخاص.
- رفاهيتك مهمة: يمكن أن يذهب التنمر عبر الإنترنت إلى أبعد من التطور التكنولوجي، وهذا من شأنه أن يخلق طرقًا متعددةً محملةً بالمشاعر السلبية التي لا يمكن تصورها لإيذاء الضحايا بالتوتر والإحراج.
- أنت تحدث الفرق: من الصعب أن يتوقف المتنمرون عبر الإنترنت بأنفسهم، حيث يمكنهم شنّ هجماتهم دون الكشف عن هويتهم. ومع ذلك، فإنّ التصدي لهم ووضع حدّ لأنشطتهم الضارة، يعني أنّك تقوم بمسؤوليتك كمواطن رقميّ جيّد وإيجابيّ.
كيف تتعامل مع المضايقات عبر الإنترنت؟
1) اتبع أسلوب التجاهل:
في معظم الأحيان، يكون سلوك المتحرشين عبر الإنترنت استفزازياً بطبيعته، حيث يدفعونك للانخراط في لعبتهم السّامة كجزء من خطتهم. لذا لا تستجب لهم أو تشبع رغبتهم في إيذاء الآخرين.
2) وثّق كل شيء:
قد تكون مجرد رسائل ومحتوى رديء. ولكن من المهم جدًا توثيق حوادث المضايقات عبر الإنترنت من خلال التقاط صوراً من الشاشة، أو الاحتفاظ بالروابط التي تحتوي على الأذى، لأنّ هذه الأدلة قد تكون قوية ومفيدة عند الإبلاغ عن حالتك لاحقًا.
3) امنع الاتصال:
يمكنك كتم صوت المتحرشين للتوقف عن مشاهدة أنشطتهم عبر الإنترنت. كما يمكنك أيضًا حظر عناوين البريد الإلكتروني وحساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف إنهاء أيّ نوع من التفاعل غير المرغوب فيه.
4)قدّم تقارير:
استخدم الأدلة التي جمعتها للإبلاغ عن أنشطة المتحرشين عبر الإنترنت، وقم بنشرها على منصّات التواصل الاجتماعي ومواقع الويب التي يستخدمونها بهدف استهدافك أنت والآخرين من خلالها. من جهةٍ أخرى، يمكن بسهولة تعليق حساباتهم إذا انتهكوا أيّ شروط للخدمة.
5) الاتصال بمركز مكافحة الجرائم الإلكترونية في قطر:
يقوم القانون الخاص بدولة قطر بحمايتك من أيّ نوع من أنواع الجرائم الإلكترونية، وينصّ أيضّا على معاقبة الجناة بالسجن والغرامة. بالإضافة إلى هذا، إنّ مركز مكافحة الجرائم الإلكترونية التابع لوزارة الداخلية يوفر معلومات واستخبارات أمنية لدوريات الأمن المتنقلة، وذلك بهدف الاعتراض على الأعمال الإجرامية والتحقيق فيها. وفي حال قررت الإبلاغ عن الجرائم الإلكترونية إلى وزارة الداخلية، عليك الاتصال بمركز مكافحة الجرائم الإلكترونية على (+974) 2347444 أو (+974) 66815757
6) تحدث عنها:
يُعجب المتحرشون عبر الإنترنت بأنفسهم عندما ينجحون في عزلك أو عندما يجعلونك تشعر بأنّك منبوذ. لذلك، من المفيد مشاركة حوادث المضايقات عبر الإنترنت مع أشخاص تثق بهم، ليس فقط من أجل أن تتمتع بالدعم والتوجيه، بل من أجل نشر الوعي أيضًا لإنقاذ الآخرين من أحداث مماثلة.
في النهاية، وبمجرد كوننا مستخدمين للإنترنت، فإننا جميعًا ضحايا معرضون للتنمر من خلاله. ولكن الآن، وبعد أن عرفت المزيد عن المضايقات الإلكترونية، فإنّ القدرة على حماية نفسك والآخرين أصبحت متوفرة لديك. لذا، شارك الرسالة، لا نريد المزيد من الضحايا الصامتين!.