كيف أقيّم المخاطر التي تواجهها عائلتي في الفضاء الإلكتروني؟
الهواتف الذكية والاتفاق الأسري لاستخدام الوسائط
بحسب الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (GSMA)، وهي كيان تجاري يمثّل شركات تشغيل شبكة الهواتف الجوّالة في أنحاء العالم، يبلغ عدد مستخدمي الهواتف الجوّالة من الأفراد في العالم أكثر من خمسة مليارات، ويتوقّع أن يرتفع عدد المشتركين في الشبكة ليصل إلى 5,9 مليار بحلول عام 2025. المصدر: GSMA
تشير آخر البيانات المتوفرة إلى تبوُّء قطر المرتبة الثانية في العالم من حيث نسبة الأسر التي تتمتّع بخط اتّصال بالإنترنت (98%). وتوصَلت بحوث حديثة إلى أن لدى 100 في المئة من الشباب المستطلعين اتّصال بالإنترنت. أمّا الأبحاث السابقة فقد أشارت إلى مستويات مرتفعة في نسبة اختراق الهواتف الجوّالة في قطر (167%) مقارنةً بالمعدّل المتوسط في الدول المتقدّمة (116 %). المصدر: تقرير المواطنون الرقميون في قطر.
من الواضح أن العالم يتجه أكثر فأكثر نحو الاتّصال بالإنترنت وأن المستخدمين في أنحاء العالم لديهم يلجون بصورة متزايدة إلى هواتفهم الجوالة والإنترنت. ففي قطر، يلج 100 في المئة من الشباب إلى الانترنت، ويعيش 93 في المئة من الشباب، على وجه التحديد، في منازل فيها على الأقل جهاز كمبيوتر واحد متّصل بتقنية النطاق العريض أو برودباند، مقارنةً بـ87 في المئة في الولايات المتحدة و86 في المئة في بريطانيا. (لمزيد من الإحصاءات والمعلومات حول الشباب القطري، الرجاء مراجعة تقرير وزارة النقل والاتصالات بعنوان "المواطنون الرقميون في قطر" بحث معمّق في الاستخدام اليومي للتكنولوجيا بين الشباب في قطر).
بعد تلك المقدّمة الموجزة عن الهواتف الذكية، يمكننا الآن ذكر بعض النصائح والمصادر، إن كان طفلك -أو سيكون- من أولئك المستخدمين الذي يبلغ عددهم خمسة مليارات.
هل طفلك جاهز لاقتناء هاتف ذكي؟
يتجه معدّل سن الأطفال ممن يقتنون هواتف ذكية نحو الانخفاض. إذ أن الكثير من أولياء الأمور لا يفكّرون في خاصية الاتصال بالإنترنت عبر الهواتف الذكية، ولكن يتوجب علينا، كأولياء أمور في العصر الرقمي، إعادة النظر في مسألة الاتصال بالإنترنت عبر طرح الأسئلة التالية:
- هل يحتاج طفلك حقاً لهاتف ذكي؟ ألا يفي هاتف جوّال بسيط بالغرض؟
- هل يتمتع طفلك بحس كافٍ من المسؤولية للاعتناء بهاتف جوّال؟ (مثل الحفاظ عليه أو على سلامته، أو تجنّب التقاط صور ذاتية غير لائقة، أو غيره)
- ما هي الخطّة التي يحتاجها بشأن الاتّصال بالانترنت ؟
- هل يستخدم الهاتف للاتصال بالإنترنت بحضور ذويه فحسب، أم يحتاجه لإتمام واجبات مدرسية؟
ماذا بعد حصول طفلك على هاتف ذكي؟
لا بدّ أن نفهم إمكانية وصول الأولاد إلى أي شيء، ما لم تكن هناك رقابة وضوابط أبوية. ومع ذلك، لا يمكنك تطبيق هذه الرقابة الأبوية إلا على جهاز طفلك، وليس على جهاز رفيقه.
- استخدم الرقابة الأبوية على الهاتف الذكي الخاص بطفلك.
- حدّ من عمليات الشراء داخل التطبيقات.
- تأكّد من ضبط كافة الإعدادات عند وضع "خاص" (إعادة التأكد من ذلك بعد كل تحديث للهاتف).
- وضع قوانين لما يمكن شراؤه أو تنزيله.
- حاور طفلك أسبوعياً أو يومياً واسأله "كيف كان نهارك؟" ثم "كيف كان نهارك على الإنترنت؟".
- طبّق اتفاقية عائلية لاستخدام الوسائط لتحديد التوقعات.
كيف أجد تطبيقات مفيدة لهاتف طفلي؟
قبل أن تدع طفلك يختار تطبيقه الخاص، تحقق من اتفاقيتك العائلية لاستخدام الوسائط، ولا تنسى إدراج قوانين تتعلّق بكيفية ومواعيد شراء الطفل للتطبيقات الرقمية.
عند وضع هذه القوانين، احرص على اعتماد توازن بنسبة 80 في المئة للتطبيقات التعليمية و20 في المئة للتطبيقات غير المفيدة. يمكنك إيجاد مراجعات مفيدة عن التطبيقات، الجيّدة منها والسيئة، على موقع منظمة Common Sense Media أو موقع Digital Trends. وإن لم يكن التطبيق الذي تستخدمه مدرجاً ضمن المراجعات الواردة في هذين الموقعين، يمكنك البحث عنه عبر طباعة اسم التطبيق على محرك البحث الخاص بك، مع إتباعه بكلمة "review" (أي مراجعة). لنأخذ مثالاً على ذلك تطبيق Memrise. في هذه الحالة، تقموم بتطبع عبارة "Memrise review" في محرّك البحث لديك.
الأهم هو أن تجري أبحاثك الخاصة حتى لا يباغتك طفلك عند توسّلك لتنزيل تطبيق مخصص للراشدين، أو مصنّف كمحتوى عنيف، أو غير مناسب.
كيف يمكنني مراقبة استخدامه للهاتف؟
أعلِم طفلك بأنك ستراقب استخدامه للهاتف بواسطة أدوات الرقابة الأبوية لحمايته من التهديدات على الإنترنت.
راجع موقع SIP Bench (برنامج الإنترنت الآمن) للمقارنة بين تطبيقات وبرامج الرقابة الأبوية مع سلسلة من المراجعات لأدوات الرقابة المعتمدة للأطفال دون سن 12 عاماً وللأطفال فوق سن 13 عاماً. يمكنك أيضاً البحث عن أدوات الرقابة الأبوية بحسب اللغة.
القوانين الخاصة بالهواتف القابلة للطباعة والاتفاقية العائلية لاستخدام الوسائط
لقد أحطت الآن بأغلب المشاكل التي تواجه أولياء الأمور قبل شراء هاتف ذكي لأولادهم. إغتنم هذه المناسبة لفرض قوانينك الخاصة بالهاتف أو اتفاقيتك العائلية لاستخدام الوسائط، قبل تسليم ذلك الهاتف الجديد إلى ولدك أو شراء هاتف جديد له بخاصيات محسّنة.
احرص على مراجعة توقعاتك مع ولدك، بما في ذلك العواقب التي سيواجهها إن لم يتقيّد بما تريده. يمكنك العثور على نماذج عن اتفاقات استخدام الوسائط على الإنترنت، لكن القوانين الخاصة بالهاتف الأكثر تنزيلاً تجدها لدى جانيل بورلي هوفمان في مقالها على موقع "هافينغتون بوست" بعنوان "إلى ابني ذي الثلاثة عشر عاماً، إليك الاتفاق بخصوص الآيفون من والدتك، مع حبّي". يمكنك الاستفادة من هذا المنشور، وإن لم تفعل، ستجد المزيد من الأفكار في مخطط المعلومات البياني التالي: اعتبارات للاتفاقية العائلية لاستخدام الوسائط.
سواء كان جوابك الموافقة أو الرفض سيحصل طفلك يوماً ما على جهاز رقمي خاص به، فلم لا تُعدّه وتحضّر بنية منزلك الأساسية للتعامل مع هذه الحاجة