أدرك أن الإكثار من وقت الشاشة يعود عليَّ بمخاطر صحية وأعرف كيف أدير الوقت الذي أقضيه على الإنترنت.
فهم وإدارة إدمان الألعاب الإلكترونية لدى الأطفال

قد يكون من الصعب التمييز بين الاستمتاع بألعاب الفيديو كهواية وإدمانها. فإدمان ألعاب الفيديو، أو اضطراب ألعاب الإنترنت (IGD) ينتشر بشكل متزايد. ويتضمن هذا الاضطراب اللعب المفرط عبر الإنترنت، مما قد يؤثر سلبًا على مختلف جوانب الحياة. ومع سهولة الوصول إلى الألعاب على أجهزة متعددة، يعد هذا الإدمان مصدر قلق صحي كبير، حيث يرتبط بتغيرات في الدماغ مشابهة لتلك المرتبطة بإدمان المخدرات والمقامرة. كما يرتبط بالاكتئاب وتحديات اجتماعية وعاطفية أخرى.
للتعرف على المخاطر الأخرى للألعاب الإلكترونية، يمكنك زيارة منصة سيف سبيس أو الوصول مباشرة من خلال الضغط على هذا الرابط.
بين عامي 2022 و2024، كانت هناك زيادة ملحوظة في إدمان الألعاب الإلكترونية بين الأطفال على مستوى العالم، حيث تم الإبلاغ عن زيادة بنسبة 15٪ في عام 2023 مقارنة بعام 2022. مما يسلط الضوء على التأثير المتزايد للإفراط في اللعب على الصحة النفسية للأطفال، والناتج عن سهولة الوصول إلى الألعاب عبر الإنترنت وبيئات اللعب الجاذبة. كما يؤكد على أهمية التدخل المبكر ودعم الأهل والمعلمين والمتخصصين في الرعاية الصحية وتعزيز عادات اللعب الصحية بين الأطفال.
علاوة على ذلك، وفي عام 2022، صنفت منظمة الصحة العالمية إدمان ألعاب الفيديو على أنه اضطراب نفسي وخاصة بالنسبة للأطفال، مما يبرز الأضرار المحتملة التي قد يسببها اللعب المفرط على أداء الأطفال الأكاديمي وتفاعلاتهم الاجتماعية ورفاههم بشكل عام.
لتوضيح ما قد يفوت مدمن الألعاب الإلكترونية، ننصحك بأن تشاهد مع أبنائك مقطع فيديو متوفر على منصة سيف سبيس مع أبنائك عبر هذا الرابط.
فهم إدمان الألعاب الإلكترونية
غالبًا ما يتم تصميم الألعاب لتقديم تحديات تشجع اللاعبين على الشعور بالإنجاز أثناء اللعب، تمامًا كما تفعل شركات المقامرة على تحفيز الأشخاص على الاستمرار في المشاركة من خلال تحقيق مكاسب قليلة. وتعمل عناصر مختلفة داخل الألعاب كطُعم لتعزيز سلوك الإدمان لدى اللاعبين عن طريق ما يلي:
- الحصول على نقاط عالية: يسعى اللاعبون للحصول على نقاط أعلى في المستوى الحالي من المستوى السابق مما يؤدي إلى قضائهم فترات طويلة في اللعب.
- إكمال اللعبة: يهدف اللاعبون إلى إكمال كافة مراحل اللعبة في الألعاب الفردية.
- الانغماس ولعب الأدوار: يمكن للاعبين تصميم شخصيات اللعب الخاصة بهم والتفاعل في عوالم خيالية والتأثر بها. وقد يؤدي هذا الانغماس أحيانًا إلى إهمال مسؤوليات الحياة الواقعية.
- الاستكشاف: تتميز العديد من الألعاب بعوالم واسعة تحفز اللاعبين على استكشافها.
- العلاقات الاجتماعية: تشجع الألعاب عبر الإنترنت اللاعبين على تشكيل مجموعات افتراضية لتحقيق أهداف مشتركة، كما هو الحال في ألعاب ماينكرافت (Minecraft) أو روبلوكس ٌ(Roblox). حيث يمكن لهذه المجتمعات أن تعزز الشعور بالقبول والانتماء، مما يشجعهم على العودة للعب باستمرار.
في حين أن آليات الألعاب الإلكترونية قد توفر الترفيه وتعزز مهارات ضرورية مثل حل المشكلات والعمل الجماعي، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى تأثيرات طويلة الأمد على الأطفال. فالسعي المستمر لتحقيق النقاط العالية والانغماس في لعب الأدوار والبحث عن التقدير الاجتماعي في العوالم الافتراضية قد يشتت الانتباه عن مسؤوليات الحياة الواقعية، مثل: الواجبات المدرسية والتفاعل مع الأسرة والنشاط البدني. ومع مرور الوقت، قد يؤدي هذا الانغماس المفرط إلى تراجع الأداء الأكاديمي وانعدام المهارات الاجتماعية، بل وحتى مشاكل صحية مثل قلة النوم والخمول. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي التركيز على الإنجازات الافتراضية إلى تحول اهتمام الأطفال بعيدًا عن الإنجازات الواقعية، مما قد يعيق نموهم الشخصي والأكاديمي. فبدون توجيه وإشراف مناسبَين، يمكن لسلوكيات اللعب المسببة للإدمان أن تشكل عادات غير صحية تؤثر على نجاحهم في المستقبل.
أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية
ذكرت جمعية الأطباء النفسيين للأطفال أنه "غالبًا ما يقاوم الأطفال الذين يعانون من إدمان الألعاب ترك اللعب لتناول الوجبات أو ممارسة الأنشطة الأخرى. ومع تطور الإدمان، قد يبدون ردود فعل قوية عندما يُطلب منهم التوقف عن اللعب، مثل الشعور بالغضب أو الانزعاج".
وقد يؤدي هذا السلوك في النهاية إلى الانسحاب الكامل من الهوايات الأخرى والتفاعلات الاجتماعية والتجمعات العائلية والأنشطة الإبداعية والبدنية. وفيما يلي أعراض إدمان الألعاب الإلكترونية:
الأعراض البدنية
- التعب الناتج عن قلة النوم وجلسات اللعب المطولة.
- الصداع بسبب التركيز الشديد أو إجهاد العين.
- متلازمة النفق الرسغي، هي حالة شائعة تسبب التنميل والوخز والألم في اليد والساعد، حيث يمكن أن يؤدي إدمان الألعاب إلى متلازمة نفق الرسغ (CTS) بسبب الاستخدام المتكرر والمطول لوحدة التحكم في الألعاب (Joystick) ولوحة المفاتيح والفأرة. كما يؤدي سوء وضعية الجلوس وعدم أخذ فترات راحة وتجاهل الأعراض المبكرة إلى زيادة خطر الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي، والتي تسبب الألم والتنميل في اليدين والمعصمين.
- إهمال النظافة الشخصية.
الأعراض النفسية والعاطفية
- القلق أو الانفعال عند عدم القدرة على اللعب.
- الهوَس بأنشطة الألعاب السابقة أو الترقب لجلسات اللعب المستقبلية.
- الكذب على العائلة والأصدقاء بشأن عادات اللعب.
- الانسحاب العاطفي الذي يحدث عندما يفضل الأفراد اللعب على التفاعلات الاجتماعية الهادفة، مما يؤدي إلى تفادي العلاقات والروابط في العالم الحقيقي.
إرشادات لإدارة إدمان الألعاب الإلكترونية
لا شك أن تقليل الوقت المخصص للشاشة تدريجيًا وإدخال أنشطة بديلة أكثر فعالية أفضل من منع الطفل من اللعب بشكل مفاجئ. وهي الطريقة التي توصي بها جمعية الأطباء النفسيين للأطفال والتي تساعد بشكل خاص الأطفال الذين يواجهون تحديات في تكوين صداقات أو التعامل مع المواقف الاجتماعية الصعبة.
كما أن هناك طرقًا أخرى لتقليل وقت اللعب لدى الأطفال، وتشمل ما يلي:
- تحديد وقت محدد لاستخدام الشاشة.
- الحوار والاتفاق مع الطفل، مثل السماح له بثلاثين دقيقة من الألعاب بعد ممارسة رياضة المشي سويًا.
- تشجيع الطفل على ممارسة هوايات أخرى، مثل القراءة، الرسم، أو ممارسة الرياضة.
- إبقاء الأجهزة خارج غرفة نومهم وخاصة في الليل.
- استخدام برامج الرقابة الأبوية من خلال تثبيت برامج تتيح التحكم في المحتوى والوقت الذي يقضيه الطفل على الإنترنت
- الاستعانة بالأصدقاء والأقارب لمراقبة وقت لعب الأبناء عند غياب الوالدين.
- تشجيع اللعب بالألعاب الحركية والألعاب التي تعتمد على التفاعل الاجتماعي مثل ألعاب الطاولة مثل المونوبولي أو الأونو أو بناء القلاع بمكعبات الليغو.
إرشادات لعلاج إدمان الألعاب الإلكترونية
للحفاظ على صحة الطفل النفسية والعقلية، من الضروري اكتشاف إدمان الألعاب الإلكترونية في مراحله المبكرة. يمكن للوالدين طلب المساعدة من متخصصين في الصحة النفسية للأطفال لتقييم الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة. يهدف التدخل المبكر إلى منع تفاقم المشكلة والحاجة إلى علاجات أكثر تعقيدًا. من المهم أن يتم تقديم الدعم بطريقة تجعل الطفل يشعر بالراحة والأمان، وتجنب الشعور بالمراقبة المستمرة.
أخيرًا، ابق آمنًا ولا تنسَ!
يعد فهم ومعالجة إدمان الألعاب الإلكترونية لدى الأطفال أمرًا بالغ الأهمية. ومع تصنيفه كاضطراب في الصحة النفسية من قبل منظمة الصحة العالمية، فإن التدخل المبكر لحماية الأبناء أمر أساسي. ومن خلال وضع الحدود وتعزيز الأنشطة البديلة وضبط وقت الشاشة، يمكن للوالدين إدارة اللعب المفرط ودعم رفاه أبنائهم بشكل فعال.
@2x.png)