Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تبيع التطبيقات بياناتنا؟

ملخص
youth
تُفسر هذه المقالة كيف تبيع التطبيقات بياناتنا ولماذا تبيعها، وما الذي يمكننا القيام به لمنعها من ذلك؟.

هل تلقيّت يوماً إعلاناً عبر البريد الإلكترونيّ حول منتجات قمت بالبحث عنها مسبقاً ؟ أو هل شاهدت إعلانات على وسائل التواصل الاجتماعيّ، أو على أحد التطبيقات المثبّتة على جهازك المحمول لمتجر مررت بقربه؟ أليس هذا أمراً غريباً ومخيفاً؟! 

كيف حدث هذا؟ وما هو السّحر الذي تخدعنا به مثل هذه المِنصّات؟ 

الجواب هو: قوّة البيانات! 

 

ماذا نعني بأنّ التطبيقات يٌمكنها بيع بياناتي؟ ومن يريد شراء بياناتي؟ 

بيعُ البيانات، أو ما يسمى وساطة البيانات، هي صناعة تقدّر قيمتها بمليارات الدولارات. هذه الصّناعة تعتمد على تداول بيانات بين ثلاثة لاعبين رئيسيين: منتج البيانات، وسيط البيانات، ومستهلك البيانات. حيث يدفع كلٌّ منهم مبلغاً معيّناً من المال للآخر مقابل البيانات التي يملكها. 

تُعدّ البيانات سلعةً بالنسبة للتطبيقات التي نستخدمها، فهي تميل إلى بيع البيانات الخاصّة التي تمَّ جمعها عنّا عند التسجيل، مثل معلوماتنا الشخصيّة واهتماماتنا وموقعنا الجغرافي. بالإضافة إلى أيّ معلومات خاصّة بنا تمّ الحصول عليها، كسلوكيّات البحث والتسوّق عبر الإنترنت لبيعها لوسطاء البيانات، مقابل المال. 

 

لماذا تبيع هذه التطبيقات بياناتي؟ 

 الأنظمة والتطبيقات التي نستخدمها لا تقدم أيّ خدمات مجانيّة، فهي ليست مؤسسات خيريّة.بل هي شركات لديها نفقات ورواتب وضرائب وأنظمة تطوير بنية تحتية وغيرها من المصاريف. 

لذلك، يجب عليهم ضمان استمرارية أعمالهم بطريقةٍ ما، ومن ثمّ يجب عليهم تحويل المنتجات التي تمّ تطوريها إلى نقود. كيف يتمُّ ذلك؟ هذه الشركات تسمح لنا باستخدام منتجاتها مجاناً. ولهذا السبب، يجب عليها البحث عن دخل أو منتج بديل للبيع؛ بالنسبة لهم، تعتبر هذه الشركات أنّ كلّ مستخدم، بالإضافة إلى معلوماته التي يشاركها عن نفسه هي المنتجات الحقيقية، وليست التطبيقات التي قاموا بتطويرها. من جهةٍ أخرى، إنّ بيع بياناتنا للوسطاء يضمنُ الاستدامة الماليّة، ويحقّق دخلاً أعلى ممّا قد ندفعه كمستخدمين للاشتراك في هذه التطبيقات. 

كما يُتيح نشر التطبيق مجاناً، فرصة لاستخدامه كمنصّة إعلانية تزيد مصادر الدخل، بالإضافة إلى المعلومات التي يتم جمعها عنّا عبر هذه الإعلانات. يجمع الوسطاء البيانات ويقومون بدمجها وإدارتها بهدف بيعها لاحقاً لوكالات التسويق أو لأيّ فرد أو كيان يطلب ذلك، ، تلعب الشركة جميع الأدوار المذكورة، مثل فيس بوك وغوغل، لأنها تنتج البيانات وتلعب دور الوسيط ولديها وكالات إعلانات خاصّة بها. 

 

 هل أسمح لتطبيقاتي ببيع بياناتي؟ أم هل يجب عليّ منعها؟ وهل سأتمكّن من الاستمرار باستخدام التطبيقات حتى لو لم أسمح لها ببيع بياناتي؟ 

 كما ذكرنا سابقًا، إنّ التطبيقات المجانية تعتمد على بياناتنا بشكل أساسيّ لتحقيق الدخل، خاصّةً إذا لم تكن تقدّم أيّ خدماتٍ مدفوعة. 

لذلك، نوصي بقراءة الشروط والأحكام الخاصّة بالتطبيقات وسياسة الخصوصيّة. وبموجب هذه المستندات، تحدّد هذه التطبيقات نوع البيانات التي يتمّ بيعها، ولمن ستبيع بياناتك. بالإضافة إلى ذلك، توضح كيف يمكنك الانسحاب خاصّة مع وجود اللائحة العامة لحماية البيانات (GDRP)، وهي وثيقة تشريعيّة تغطّي وتحمي خصوصيّة البيانات لمواطني الاتّحاد الأوروبيّ، عبر منح ملكيّة البيانات والضوابط إلى مستخدمي التطبيق بدلاً من مالكي التطبيق.من خلال قراءة الشروط والأحكام وسياسة الخصوصيّة، ستكتسب نظرة شاملة حول كيفيّة عمل التطبيق ونوع المعلومات التي يبيعها، بالإضافة إلى إجراءات التحكم التي يسمح للمستخدمين بتطبيقها أثناء استخدام التطبيق، مثل تقييد الوصول إلى جهات الاتصال، والموقع الجغرافيّ، وجعل معلوماتهم خاصّة، ومنع مشاركة المعلومات مع أطراف ثالثة وغيرها.  

بناءً على ما سبق، عليك تقييم وتحليل المخاطر وتحديد قبولك للضرر الذي قد ينجم عن استخدام التطبيق الآن أو في المستقبل، في حالة مشاركة بياناتك أو وقوعها في الأيدي الخطأ. 

يُوصى دائماً بمشاركة أقلّ قدر ممكن من المعلومات عن نفسك وتقديم معلومات خاطئة إذا أمكن بهدف تشغيل التطبيق فقط. كما يُنصح بالاستفادة من التحكم الذي يمنحك إياه التطبيق لتقييد الوصول إلى معلوماتك وجعلها خاصّة قدر الإمكان. 

إذا أزعجتك مشاركة بياناتك أو كان لديك شكوك، لا تتردّد في إيقاف حسابك أو رفض الشروط والأحكام. 

 لا تكن الضحية! تحاول الشركات التلاعب بنا والضغط علينا وإلزامنا بالاشتراك في الشروط والأحكام وسياسات الخصوصيّة الخاصّة بها مقابل استخدام الخدمات والميّزات التي تقدمها. 

توصيتنا: لا ترضخ لشروطهم، ارفضهم وابحث عن بديل. إذا لم تجد بديلاً، ابتعد عن التطبيق حتى يتم تعديل الشروط والأحكام. حياتك ومستقبلك أهم من استخدام تطبيقات من شأنها الإضرار بحياتك وسمعتك في ثوانٍ. كُن حذراً دوماً بشأن ما تشاركه ومع من تشاركه. 

 

ما الاحتياطات التي يجب عليّ اتّخاذها في حال تمّ بيعُ بياناتي بعلمي أو دون علمي؟ 

تميل العديد من التطبيقات إلى مشاركة بياناتنا وبيعها دون علمنا. ولا يسعنا سوى التخلّص من هذه التطبيقات، أو النظر في شروطها وأحكامها بحثاً عن أيّ بنود تسمح لنا بمطالبتها بالتوقف عن مشاركة معلوماتنا ومطالبتها بحذفها والامتناع عن استخدامها. 

يُعدّ تطبيق الأحكام والقواعد التنظيمية أمراً مفيداً وعمليّاً في الاتّحاد الأوروبيّ بسبب إنفاذ اللائحة العامّة لحماية البيانات، في حين أنّه لا يطبّق في قطر ما لم يتمّ إنشاء التطبيق للاستخدام في قطر من المواطنين القطريين، وبالتالي يجب أن يلتزم بقانون الخصوصيّة القطري. 

ولذلك السبب نوصي بما يلي: 

  • التخلّص من التطبيقات غير المفيدة. 
  • التخلّص من التطبيقات التي تحتوي على إعلانات. 
  • قراءة الشروط والأحكام وسياسة الخصوصيّة الخاصّة بالتطبيق بعناية. 
  • التحقّق من نوع ضوابط الخصوصيّة الموجودة على بياناتك. 
  • مشاركة البيانات بأقل قدر ممكن. 
  • تقييد الوصول إلى معلوماتك الشخصية، مثل: الصور والموقع الجغرافي وجهات الاتّصال. 
  •  تقييم مخاطر المشاركة. 
  • الإبلاغ عن أيّ خرق للبيانات أو إساءة استخدام إلى قسم الجرائم الالكترونية. 
اخر تعديل
11-01-2024
زمن القراءة
4 دقائق