أبنائي والشُمول الرقميّ

ما هو الشُمول الرقميّ؟ 

يُعدّ الشمول الرقميّ مفهوماً جديداً نِسبياً، حيث يحاول معالجة القضايا المتعلّقة بمحو الأميّة الرقميّة والوصول إلى تقنيّات المعلومات والاتّصالات. الشُمول الرقميّ هو قدرة الأفراد والجماعات، من جميع الطبقات بما في ذلك الأكثر ضعفاً وحرماناً، على الوصول إلى تقنيّات المعلومات والاتّصالات، مثل البرامج والمواقع والتطبيقات وغيرها، واستخدامها. ويُعدّ الشمول الرقميّ إطاراً لتقييم ودراسة استعداد المجتمعات لتأمين الوصول إلى الفُرَص في العصر الرقمي. 
للشمول الرقمي جوانب مُتعددة منها: 

•  التوافر وتيسّر التكلفة والوصول العام 
•  محوّ الأميّة الرقميّة وسلامة المستخدم 
• تنمية الاقتصاد والقوى العاملة، والتعليم، والرعاية الصحية، والسلامة العامة، والمُشاركة المدنية، والعلاقات الاجتماعية 

لماذا يُعدّّ مُهمّاً أن يكون ابني مشمولاً رقمياً؟ 

تخلق الرقمنة وظائف بشكل مباشر، وظائف جديدة مثل مُحلّلي البيانات أو مُسوّقي وسائل التواصل الاجتماعي أو مُهندسي إنترنت الأشياء على سبيل المثال، وبشكل غير مباشر عن طريق زيادة الإنتاجيّة وخفض الأسعار وبالتالي تحفيز الطلب.علينا العمل على تسهيل ذلك التحوّل كأولياء أمور لأننا المؤثّر الأساسي على أبنائنا. 

إذا لم نغيّر الطريقة الّتي نُعلّم بها، سنكون في مأزق بعد 30 عاماً من الآن. يقول جاك ما (Jack Ma) من مجموعة علي بابا: "النهج القائم على المعرفة منذ 200 عام سوف يخذل أطفالنا، الّذين لن يتمكّنوا أبداً من منافسة الآلات". 

كيف يمكنني مساعدة أبنائي في تحقيق شُمولهم الرقميّ؟ 

يجب أن تُركّز تربيتُك أو تعليمك للشباب على تزويدهم بالمعارف والمهارات والسُلوكيّات اللازمة للفرص الجديدة الناشئة في الحياة والعمل. كي ينجح هذا، لابدّ من توسيع مفهوم التنشئة ليشمُل الى جانب المعرفة التقنيّة أو العلوم، المهارات مثل حلّ المشكلات المعقّدة، والهويّة الرقميّة والمواطنة، والتفكير النقديّ والإبداعي، والمهارات الاجتماعيّة، والقُدرة على متابعة التَعَلُّم والتطوير الذاتيّ في جميع المجالات. 

إليك بعض الاستراتيجيّات والنصائح العمليّة لاستخدامِها أثناء التأقلم مع هذه المعلومات والطُرق الجديدة: 
 

• أنشئ اتفاقاً عائليّاً مع أبنائك حول تعزيز المهارات الرقميّة، والهويّة، ومحو الأميّة، والأمن، والذكاء العاطفي. عند بَدِء النقاش، اشرح التعريفات ولماذا تفعل ذلك وكيف يُمكن أن يفيدهم في الحاضر والمستقبل. 
• شارك أبناءك في إنشاء وإدارة هويّتهم على الإنترنت. يمكن أن تكون لوسائل التواصل الاجتماعيّ أو أيّ منصّة أخرى مثل حسابات الألعاب. يجب أن تشرح لهم أهميّة الحفاظ على النزاهة في الهوية والهوية الرقمية، ويمكنك إعطاء أمثلة عن كيفيّة القيام بذلك والآثار القصيرة وطويلة المدى للهويّة الرقميّة. 
• اشرح لهم مُصطَلَح الخصوصيّة عند مشاركة معلومات مُعَيَّنة مثل تجارب الحياة أو العواطف والتجارب الشخصيّة الأخرى وكيفيّة مواجهة التعليقات المُؤذية. 
• علّمهم كيفية التنّقل عند تصفُح الإنترنت واختيار المحتوى المُلائم، وكيفيّة البحث عن المعلومات، وكيفية التفكير بشكل نقديّ، والقدرة على التمييز بين الأخبار الزائفة والواقع، وكيفيّة اتخاذ قرارات ذكيّة. 
• علّمهم التعاطف في العالم الافتراضي. غالباً ما يَسهُل نسيان أنه يوجد بَشَر حقيقيّين موجودين يستخدمون الحسابات الافتراضيّة. وبالتالي، تُعَدّ القُدرة على بناء علاقات صحيّة مع الآخرين على الإنترنت مهارة مهمّة. 
• تحدّث معهم عن الأمن الرقميّ مثل إنشاء كلمات مرور وحِفظُها عن ظهر قلب وعدم مشاركتها مع أيّ كان. تّجَنُب أي اختراق، في حال تلقّيهم أيّ رسائل مشبوهة تطلب إجابات على سؤال الأمان أو معلومات حسّاسة أخرى. مثلما نساعدهم في اختيار فيلم أو كتاب، تنطبق نفس القواعد هنا. شجّعهُم على التفكير النقديّ والتشكيك في كلّ ما يواجهون. 
• اشرح لهم عن التنمّر الإلكترونيّ وكيف يحدث وكيفيّة مواجهة هذه المواقف. 
• علّمهم كيفيّة استخدام هذا العالم الرقميّ بطريقة صحيّة للحصول على المعلومات من أجل التعلُّم، والوظيفة المُستقبليّة، واكتشاف عوالم جديدة، والاتّصال بالعالم، وتكوين صداقات، والتحقُّق من التخَصّصات الجديدة للجامعة، والعديد من الجوانب المهمّة الأخرى التي قد يحتاجونها. 
   

قد تبدو فكرة إعداد الأبناء للعالم الرقميّ مخيفة. رغم ذلك، يُمكن لك تنمية أبنائك ليصبحوا نشطين ومسؤولين عبر اتّخاذ بعض الخطوات البسيطة في المنزل. أولاً وقبل كل شيء، قم بتوجيه أبنائك لاتخاذ خيارات ذكيّة عند التفاعل مع المحتوى الرقمي. واطلب منهم تجنُّّب التفاعل مع الغرباء على الإنترنت تماماً كما يتجنِّبون التحدّث مع الغرباء في الشارع