Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التواصل الرقمي في حالات الطوارئ والأزمات

ملخص
public
تسلّط هذه المقالة الضّوء على الفرص المختلفة الّتي قدمتها لنا وسائل التّواصل الاجتماعيّ في ظلّ الأزمات عبر تقديم أمثلة من الحياة الواقعيّة.

يستخدم أكثر من ثلاثة مليارات شخص منصّات التّواصل الاجتماعيّ في وقتنا الحاضر، بعضهم من ضحايا الكوارث الطّبيعيّة والنّزاعات المسلّحة والأزمات الماليّة وحالات الطّوارئ الأخرى الّتي تتطلّب عملاً مجتمعيّاً، كجائحة كورونا الحاليّة.

لا شك أن الأدوات الّتي أتاحتها وسائل التّواصل الاجتماعيّ، المُقترنة بتفاعل المستخدمين خلال هذه الأزمات، أظهرت أهمّيّة العمل المجتمعيّ في العالمين الحقيقيّ والافتراضيّ.

ونظراً إلى أنّ السّنوات القليلة الماضية شهدت دوراً متزايداً لوسائل التّواصل الاجتماعيّ والتّقنيات الرّقميّة في أوقات الكوارث، يلجأ عدد متزايد من الأشخاص المتأثّرين بالأزمات إلى المنصّات الرّقميّة للعثور على المعلومات الحيويّة ومشاركتها، بالإضافة إلى التّطوع وتقديم أشكال مختلفة من الدّعم.

لقد حلّ الإنترنت مكان التّلفاز في وقتنا الحاضر؛ ففي السّابق كان انتشار الأخبار يعتمد على المراسلين والصّحفيّين، أما اليوم فقد أتاحت وسائل التّواصل الاجتماعيّ والمنصّات الرّقميّة لجميع النّاس إمكانيّة الوصول إلى المعلومات والحصول على العون المجتمعيّ. وبفضل وسائل التّواصل الاجتماعيّ صار الجميع قادراً على التّفاعل والاطّلاع وتقديم المساعدة على الدّوام ومن أيّ مكان.

 

المنصّات والوسائل الرّقميّة أثناء الأزمات وحالات الطّوارئ

لقد استُخدمت منصّات التّواصل الاجتماعيّ في حالات الطّوارئ لتقديم المساعدة أو طلبها، على سبيل المثال:

  • بعد زلزال (هاييتي) عام 2010، استُخدمت وسائل التّواصل الاجتماعيّ لربط العاملين في القطاع الصّحّيّ، الّذين كانوا بأمس الحاجة للمعدّات والأدوية، بالأشخاص القادرين على تقديمها. وفي أثناء زلزال اليابان و(تسونامي) عام 2011، تمكّن العالقون من استخدام الخدمات الّتي تقدّمها وسائل التّواصل الاجتماعيّ لطلب المساعدة والتّواصل مع المستجيبين.
  • "التّحقّق من السّلامة" على (فيسبوك): بعد ساعات من هجوم (باريس) الّذي وقع يوم 13 نوفمبر، أنشأت (فيسبوك) خاصّيّة "التّحقّق من السّلامة"، مُتيحاً لخمسة ملايين شخص إمكانيّة إبلاغ عائلاتهم وأصدقائهم عن سلامتهم؛ وقد تمّ تصميم هذه الخاصّيّة في المقام الأوّل للكوارث الطّبيعيّة وتمّ اختبارها للمرّة الأولى أثناء زلازل (نيبال) في أبريل 2015، ثمّ تمّ توسيعها لتشمل "الكوارث الإنسانيّة"، لتسمح بذلك للسّكان المحليّين والفاعلين حول العالم في مجال الإغاثة، بنشر الرّسائل المطمئنة.
  • (تويتر)، العامل الحاسم في الاستجابة الإنسانيّة: كانت (تويتر) مساحة للتّضامن إثر هجمات (باريس)، وقد شكّل ذلك ظاهرة حقيقيّة للتّضامن المجتمعيّ عبر (هاشتاغ RechercheParis#)  المخصّص لإيجاد الأقارب، و(هاشتاغ PorteOuverte#)  المخصّص لتوفير السّكن للنّاجين. وتكرّرت المبادرة ذاتها أثناء حريق رأس السّنة في دبي، حيث تمكّن الضّحايا من العثور على مكان للنّوم بفضل (هاشتاغ  NeedAnAddress#).

 

وسائل التّواصل الاجتماعيّ تتيح للمستخدمين إمكانيّة التّواصل الدّائم والاطّلاع والدّعم

تلعب وسائل التّواصل الاجتماعيّ دوراً حاسماً قبل حدوث الكوارث والأزمات والنّزاعات وأثناءها وبعدها، وتساعد في إنقاذ الأرواح وتقليل تأثير الأزمة عبر نشر رسائل الإنذار المبكّر ونصائح السّلامة، ومساعدة الأشخاص على التّواصل مع أحبّائهم، إضافة إلى ربط المتضرّرين بمقدّمي الخدمات الإنسانيّة. ويمكن أن يكون للتّوسع الهائل لهذه الوسائل في السّنوات الأخيرة تأثير متزايد، ليس فقط على الحياة اليوميّة لمئات الملايين من المستخدمين، ولكن أيضاً على التّخطيط للأزمات وإدارتها.

 

العمل المجتمعيّ في ظلّ جائحة كوفيد-19

لعبت وسائل التّواصل الاجتماعيّ دوراً هامّاً أثناء جائحة كورونا. فقد ساعدت تطبيقات المراسلة في الحفاظ على الاتّصال بالعائلة والأصدقاء، ووفرت الوصول الضّروري إلى المعلومات، مثل مكان العثور على الطّعام أو المأوى أو المساعدة الطّبّيّة.

  • (فيسبوك): عزّزت (فيسبوك) خاصّيّة "مساعدة المجتمع" ليصبح مركزاً متكاملاً لتقديم المعلومات حول الجائحة، والّتي يمكن الوصول إليها مباشرة من الـ"نيوز فيد" أو من القائمة الرّئيسة. وبالإضافة إلى كونه مصدراً للأخبار الموثوقة، قدّمت (فيسبوك) ميزة ممتازة أخرى، وهي القدرة على "تقديم المساعدة وطلبها"، وقد سهّل ذلك دعم المحتاجين في حدود الممكن.
  • (يوتيوب): بهدف تشجيع المستخدمين على مشاركة مهاراتهم وهواياتهم مع متابعيهم من جميع أنحاء العالم أثناء التزامهم بالحجر المنزليّ، أطلقت (يوتيوب) حملة بعنوان (WithMe#) شملت التّمارين الرّياضيّة، والحرف اليدويّة، ودروس (المكياج)، والتّعليم، والتّنظيف، والطّبخ. 
  • (تويتر): بغية ضبط انتشار المعلومات المخطوؤة وإعطاء الأولويّة للمحتوى القائم على مصادر موثوقة كالجهات الحكوميّة والمنظّمات الصّحّيّة، خاصّيّة جديدة باسم "اعرف الحقائق"، وقد تمّ تنفيذها في 50 دولة حول العالم حتّى اليوم؛ لضمان انتشار المعلومات الدّقيقة.
  • (إنستغرام): بهدف منح المستخدمين إمكانيّة الوصول إلى معلومات دقيقة في عصر الأخبار المزيّفة والمعلومات المضلّلة، حصل الأشخاص الّذين يبحثون عن معلومات حول فيروس كورونا على (إنستغرام) على رسالة إرشاديّة تتيح لهم الوصول إلى مصادر كمنظّمة الصّحّة العالميّة ووزارات الصّحّة المحليّة. وقد أتاحت (إنستغرام) ملصقاً لمساعدة الرّاغبين في دعم جهود الإغاثة والتّبرع في عدد من البلدان الإضافيّة، وأضافت قسماً جديداً خاصّاً بالجائحة حتّى يتمكّن الأشخاص من التّعرّف بسرعة على المنظّمات غير الرّبحيّة العاملة في هذا المجال. كما تمّ تصميم ملصق "ابق في المنزل" لإضافة إحساس بالتّضامن إلى قصص المستخدمين.

مع التزام الكثيرين بالحجر المنزليّ، أتاحت وسائل التّواصل الاجتماعيّ للجميع وصولاً سريعاً إلى أحدث المعلومات ووسائل المساعدة ومكّنتهم من القدرة على التّفاعل.

 

بعد أن كانت مكاناً للتّسلية والتّواصل الاجتماعيّ الافتراضي، أصبحت منصّات التّواصل الاجتماعيّ عبر الإنترنت شريان حياة لملايين الأشخاص المتضرّرين من الكوارث الطّبيعيّة والنّزاعات المسلحة. وكما يقول مؤسس (فيسبوك مارك زوكربيرغ): "حين تحدث الكوارث، يحتاج النّاس إلى الاطمئنان على سلامة أحبّائهم... وفي لحظات كهذه تتّضح أهمّيّة القدرة على التّواصل مع الآخرين".

اخر تعديل
19-08-2020
زمن القراءة
5 دقائق

دعوة للفعل

استخدم منصّات التّواصل الاجتماعيّ لنشر الوعي وتعزيز العمل التّطوّعيّ.

موارد خارجية