Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عشاء خالٍ من الأجهزة الإكترونية

ملخص
public
youth
تشرح هذه المقالة الإلتهاء المتزايد الناشئ عن توفر الأجهزة الرقمية ، وتصف تأثيرها على تفاعلاتنا الإجتماعية ، وتقدم مسارات لتقليل من تأثيريها على حياتنا.

تخيّل أنه لديك عشاءَ عائلياً خاصاً جدًا كنتم جميعًا تعدّون له وتنتظرونه. ها هم الضيوف يقرعون الجرس أخيرًا.  تفتح الباب بحماسة كبيرة، فتفاجأ بأن أحد أقاربك أتى برفقة صديقته المزعجة التي لم يدعُها أحد.  

تجلس الآن على الطاولة. الجميع يتصرّف بغرابة، وبالكاد يتحدّثون. كل ينظر إلى الآخر بانتظار انتهاء هذه الليلة التي طال انتظارها، وكل ذلك بسبب هذه الصديقة غير المرحب بها. 

في القصة أعلاه، هذا القريب يمثلّك أنت في كل مرة تحضر فيها هاتفك إلى مائدة الطعام، بالرغم من أنّ أحدًا لا يدعوك قائلًا: "هيا! الطعام جاهز. تعال لتناول الطعام وأحضر هاتفك معك".  

قبل أن يخطر في بالك بأن هذه الأجهزة مسليّة وبريئة ومفيدة، إقرأ عن كيف تتغير حياتك فعليًا بسبب الهواتف، والأجهزة اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، والتلفزيون، وجميع الأجهزة التقنية الافتراضية الأخرى: 

  • أُدرجت في اللغة اليوم كلمة جديدة هي "Phubbing" (التجاهل بالانشغال بالهاتف) أي استخدام الهاتف أثناء محاولة شخص ما التحدّث معك. تبيّن أن ذلك يجعل الآخرين يشعرون بأنّك غير مبالٍ بالاستماع إليهم، فيحملون هاتفهم كردّ فعل لتمرير هذا الموقف. 

  • أعرب 90 في المائة من الأشخاص عن شعورهم بـ"متلازمة الاهتزاز الوهمية"، أي الاعتقاد بأن الهاتف اهتزّ بينما هو لم يطنّ، أو سماعه يرنّ في حين أن أحدًا لم يتّصل بك فعليًا. 

  • إنّ تلقي الإشعارات على أجهزتنا و التحقّق منها باستمرار ، يعوَد أدمغتنا على البقاء في حالة تأهب و توتّر مستمرّين. إذا قمت باحتساب مجموع الوقت في كل مرّة تقوم فيها بتفقدّ هاتفك ولو لمدة دقيقة واحدة، فستُذهل بمعرفة عدد الساعات التي تستخدم فيها الجهاز دون إدراك ذلك.

  • أفاد الأطباء عن ظهور مشاكل جديدة في العضلات يُطلق عليها اسم "Text Claw" (مخلب الكتابة) و"Cell Phone Elbow" (مرفق الهاتف الجوّال) (الأسماء غير الطبية لهذه المشاكل) بسبب التشنجات والأوجاع التي تشعر بها بعد النقر بالأصابع أو ثني المرفق لفترة طويلة أثناء استخدام الهاتف. 

  • أمّا مشكلة FOMO (الخوف من أن يفوتك شيء ما) الرائجة اليوم فهي بصدد التفاقم، إذ يخشى الناس التغيّب عن وسائل التواصل الاجتماعي لكي لا يفوتهم أي شيء يحدث حولهم، وهو شكل آخر من أشكال القلق يمنع الناس من أن يكونوا في أفضل حالاتهم.

إذن، لهذه الأسباب وغيرها الكثير، قد يؤثّر الإفراط في استخدام الهاتف على جسمك، وعاداتك وعلاقاتك مع الآخرين، لا سيما خلال اللقاءات الاجتماعية، هذا إن كنت لا تزال تشارك فيها.  

 


لأولياء الأمور ومقدمي الرعاية 

إن استخدام أي جهاز تكنولوجي من قبلكم بالتّحديد، لا يشكّل ضررًا فرديًا فحسب، وإنما أيضًا ضررًا جماعيًا قد يؤثر بطرق عدّة على سلامة أسرتكم:  

     1.تهديد نشاطات الأسرة 

النشاطات العائلية عبارة عن أنشطة مشتركة متكرّرة تهدف إلى توليد شعور بالاستقرار والأمن بين الأهل والأولاد، مثل قبلة ما قبل النوم، أو صلاة جماعة عائلية ، أو لقاء لتناول العشاء. لذا، فإنّ الانشغال بأي جهاز رقمي، لا سيما الهاتف، قد يعرقل العديد من النشاطات التي تتّبعها الأسرة، ويهدّد بالتالي، بشكل غير مباشر، شعور الطفل بأنه محبوب ومحميّ. 

     2.تقليص فرصة الاستثمار الأمثل للوقت 

تعتبر الأوقات القيّمة صيغة أساسيّة لبناء علاقة متينة بين الوالدين والطفل. يتحقق ذلك من خلال تناول العشاء، أو اللعب معًا، أو الخروج من المنزل. إن تلك اللحظات تجعل الأولاد في قمّة الارتياح للإفصاح عمّا يزعجهم، وفي الوقت عينه، يجد الأهل فيها التوقيت المثالي لتقديم الدروس والعبر القيّمة لهم. 

     3.اعتراض التعلّم الاجتماعي العاطفي (SEL) 

التعلّم الاجتماعي العاطفي هو مهارة ذات أهمية متزايدة بالنسبة إلى الأطفال لتعلّم كيفية التفاعل مع بيئتهم بطريقة صحيّة. وبما أنّ الأسرة تشكّل المختبر التجريبي الأوّل للتواصل عند الأولاد، فإنّ استخدام الأجهزة الرقميّة كالهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية خلال اللقاءات الاجتماعية يمكن أن يفرض عقبات كبيرة تحول دون تعليم الأولاد كيفية قراءة لغة الجسد، وتفسير العواطف، والتعبير عنها بكلمات معيّنة. 

لنناقش بعض الحلول 

     1.كن القدوة  

الوالدان هما الأكثر تأثيراً على أطفالهما ولا سيما في صغرهم. لذا، عندما تستخدم هاتفك بحكمة، سيقومون بالمثل مع أجهزتهم التقنية. 

     2.إطرح تحديًا عائليًا 

قم بتنزيل تطبيق يتتبّع المدّة التي تستخدم فيها جهازك، ثم اتلُ، كلّ أسبوع، بصوت عالٍ، الوقت الذي يمضيه كل شخص أمام الشاشة. والشخص الذي يمضي الوقت الأقل يحصل على مكافأة. 

     3.حوّل وقت الشاشة إلى امتياز 

يجب عدم إتاحة إمكانية استخدام الجهاز بشكل دائم. حدّد فترة زمنية لأولادك واستخدم تمديد هذه الفترة أو تقليصها كمكافأة أو طريقة لتطوير السلوك. 

     4.خصّص مساحات خالية من التكنولوجيا 

خاصّة غرف النوم ومائدة الطعام. لا تسمح باستخدام الأجهزة التكنولوجية سوى في غرفة الجلوس ومكان آخر قد تحتاج فيه إلى وضع جهاز كمبيوتر مكتبي لأغراض البحث أو اللعب. 

     5.شجّع على النشاط البدني 

سجّل أطفالك في دورات لكرة القدم وصفوف رياضة. فهي لا تبقيهم بعيدين عن التكنولوجيا فحسب، إنّما تبثّ فيهم أيضًا الحماسة عينها التي يجدونها في شاشاتهم. 

     6.إبحث عن بدائل التكنولوجيا 

استخدم منبّهًا حقيقيًا، واحمل معك دفتر ملاحظات، واشترِ كتابًا ورقيًا بدلاً من قراءته عبر الإنترنت، لأنّنا نمسك هواتفنا في بعض الأحيان لأغراض بريئة، لكن ينتهي بنا المطاف باستخدامها لفترة أطول مما نريده.  

     7.تحدّث عن الموضوع 

لا يوجد ما هو أفضل من إجراء محادثة جيدة حول مخاطر الوقت المفرط الذي نمضيه في استخدام الجهاز. يمكن في هذه الحالة اللجوء إلى العشاء العائلي كجلسة للتوعية حول حول التحكم في أجهزتنا التقنية قبل أن ينتهي بها الأمر إلى السيطرة علينا. 

اخر تعديل
29-09-2020
زمن القراءة
4 دقائق

دعوة للفعل

قلل من ارتباطك أنت وأحبائك بالأجهزة الرقمية ، وانتبه إلى الأشخاص من حولك ، وعزز حياتك الاجتماعية. إقرأ النصائح حول كيفية التخلص من السموم الرقمية.

موارد خارجية