Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تربية طفل واثق: حق الطفل بقبول أو رفض مشاركة أموره الخاصة

ملخص
caregiver
بواسطة
تشرح هذه المقالة لمقدمي الرعاية كيفية التحدث مع الطفل للتأكد من قبوله ورضاه

ما علاقة القدرة على التواصل، والاحترام، والصدق بتحقيق حق الطفل بقبول أو رفض مشاركة أموره الخاصة؟ وكيف يمكننا تطوير هذه القدرات؟

تُعتبَر السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل ضرورية لبناء شخصيته. فقد يصبح الطفل مستقلًا، وحاسمًا في قراراته، وقويًّا، وقد يصبح العكس تمامًا. يحتاج الطفل إلى التعبير بحرية عن آرائه والشعور بأن آراءه تلقى آذانًا صاغية. نحن الراشدين نعلم مصلحة أطفالنا، لكننا نميل أيضًا إلى تجاهل رأيهم. لذا يشكّل الحوار أحد الأدوات الأساسية التي يستطيع الأهل من خلالها أن يفسّروا لأطفالهم أهمية بعض العادات كتنظيف الأسنان، أو أن يقدّموا لهم مكافأة مقابل تناولهم الدواء. يجب أن يشعر الطفل أنه هو من اتخذ القرار لتقوى شخصيته، وما علينا سوى التأثير على ذلك القرار أو توجيهه بما فيه مصلحته.

يتّصف الأطفال ممّن هم ضمن هذه الشريحة العمرية بالأنانية ولا سيما تجاه الأطفال الآخرين، بحيث يرفضون مشاركة حلوياتهم أو ألعابهم، ويمنعون الأطفال الآخرين من الاقتراب منها. بكل بساطة لديهم حب التملّك، وتلك هي غريزتنا نحن كبشر. لذلك، على الوالدين ألا يحاولا إجبار الطفل على مشاركة ما لديه في تلك السن، لما لذلك من دور جوهري في بناء شخصية قوية لديه وتعزيز قدرته على حماية نفسه. فعندما يكبر الطفل، سيزداد وعيه وإدراكه لأهمية المشاركة والاهتمام بالآخرين.   

كيف نشرح أهمية احترام حق الطفل بالقبول والرضى بشتى الأمور التي تتعلق بجسده ومساحته الخاصة؟ هل يجوز مثلًا أن نفرض على طفلنا تقبيل الأقرباء أو ضمّهم عند السلام دون أن نتأكّد من رضاه عن ذلك؟

من المهم جدًا أن ندرك أن أطفالنا سيكونون محاطين بأشخاص آخرين، كبارًا وصغارًا، حين نكون بعيدين عنهم، وقد يواجهون أوضاعًا سلبية لا يحبّون مشاركتها معنا. لذا، علينا أن نحترم رفضهم للآخرين، وأن نفهم سبب هذا الرفض، وأن نحرص في كل الحالات على علاقة من الثقة والأمان تتيح لهم مشاركتنا ما يشعرون به وما يعيشونه.

يتعلّم الطفل أفضل بالمراقبة والتكرار. نستطيع أن نعلّم أطفالنا أن يقولوا لا لشخص لا يروق لهم حين يحاول هذا الأخير انتشالهم من حضننا، وعلينا بالطبع أن نحترم قرارهم. يمكننا أن نكرّر الأمر مع الشخص نفسه لطمأنة أولادنا بأن بوسعهم فعل ذلك، الأمر الذي يترسّخ تلقائيًا في لاوعيهم مستقبلًا. قد يحدث ألّا يتقبل الطفل أحد الأقرباء، وفي هذه الحالة، نستطيع أن نكون قدوة له. نستطيع مصافحة ذلك القريب عدّة مرّات ونتركه يراقب ليطمئن قلبه؛ عندئذ سيحذو حذونا. الصبر ضروري في هذه الحالة لأنه يتوجّب علينا أن نكرّر تلك الدروس عدّة مرات حتى يعيها أطفالنا.

كيف نشرح للطفل أن لأصدقائه الحق في قبول أو رفض أي اقتراحات أو طلبات تتعلق بهم شخصيًا، وأن عليه احترام ذلك الحق؟

نعتقد أحيانًا أن ما ينفعنا نحن ينفع الآخرين، رغم أنه لا شيء يناسب الجميع على حد سواء. نستطيع إعطاء مثال عن شيء يحبّه الطفل كالموز وآخر يكرهه كالتفاح، من نخبره بأن رفيقه عكسه، أي يحبّ التفاح ويكره الموز. لدى كل شخص ذوقه الخاص، وعلينا أن نحترمه. يعتبر سرد القصص من الأدوات الفعّالة لإيصال الرسالة التي نريدها إلى الأطفال. نستطيع اختلاق قصة افتراضية لنوصل رسالتنا، كأن نقول مثلًا، كان هنالك ملك مستبد يحب التفّاح وأمر جنوده بسحب جميع الموز من السوق. كيف سيشعر الطفل حيال ذلك؟ ثم نمضي لنخبره بألا يتصرّف كالملك المستبد "البشع" الذي لا يحترم أذواق جنوده. 

ما هو عمر الطفل الذي يجب أن نبدأ معه باحترام قدرته على القبول أو الرفض أو المنع؟ ولماذا؟

يجب أن يكون الطفل قادرًا دومًا على القبول، أو الرفض، أو المنع. يستطيع الأطفال منذ سن مبكرة إيصال رسالة من هذا النوع قبل أن يتمكنوا من الكلام، لكن ذلك يتّضح أكثر في عمر الثانية. كما ذكرنا سابقًا، السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل ضرورية لبناء شخصيته. لذلك، علينا أن نكون أكثر تنبّهًا واحترامًا لقرارات القبول أو الرفض التي يتّخذها من أجل أن نوفّر له مساحة أكبر لصقل شخصيته. مع ذلك، هناك حدّ فاصل رفيع بين إتاحة المجال لنمو شخصيته وغمره بالدلال الزائد. لذلك، لا بد من القوانين التي لا تفاوض فيها في المنزل أو المدرسة.

كيف نساعد الطفل على تنمية قدرته للتمييز بين أحاديث وعلاقات آمنة وأخرى غير آمنة؟

من الضروري البقاء على علاقة وثيقة مع أطفالنا. الطفل في السنوات الأولى من عمره مرآة لكل ما يعرفه، أو يسمعه أو يراه، الأمر الذي يساعدنا على تمييز رفاق السوء من حوله، والانتباه لمحادثاته غير اللائقة. فعلى سبيل المثال، إذا رأينا أطفالنا يتحدثون عن المخدّرات، نستطيع أن نشرح لهم ما هي المخدرّات، وما هي عواقبها، وكيف ينبغي الابتعاد عن أصحابها. مهما حاولنا تعليم أولادنا تفادي أخطائنا، أحيانًا لا يتعلّمون إلا بارتكابها، وتلك أفضل لحظات التعلّم بالنسبة لهم، حيث يتوجب علينا احتضانهم وتفسير نتائج الفعل أو السلوك السلبي والإيجابي لهم.   

كيف ننمي شعور الثقة لدى الطفل ليخبرنا عن أي مشكلة تواجهه أو أي موقف يشعره بعدم الأمان؟

يسعى الأطفال إلى الكثير من الانتباه والتطمين. علينا نحن كأهل الحرص على أن نعطيهم الاهتمام الكافي وإلا أصبحوا فريسةً سهلة. علينا الإصغاء إلى أطفالنا وليس الاكتفاء بسماعهم والإيماء برؤوسنا أو التعليق بشكل سريع. علينا أن ننخرط معهم ونصغي إليهم جيداً. عندها فحسب، سيرتاحون لمشاركتنا ما يعيشونه. فضلًا عن ذلك، علينا مرارًا وتكرارًا أن نطمئنهم بأنهم يستطيعون الاستعانة بنا عندما يحتاجون. فعندما يطلبون المساعدة، يجب ألا نغضب منهم أو ممّا مرّوا به، بل احتضانهم على الفور. قد يعترف الطفل بالخطأ مرّة أو مرّتين، لكن إن قوبل بالغضب والعقاب، لن يعترف به مرّةً ثالثة. سيحاول حتّى حل المسألة بنفسه، فيصبح حجم الضرر أكبر في بعض الأحيان. لذلك، علينا التصرّف بشكل هادئ في مثل تلك الحالات، وأن نشرح لأطفالنا نتائج الفعل أو السلوك السلبي والإيجابي.

علينا الحرص على سلامة أبنائنا، بما في ذلك سلامتهم الجسدية والعقلية. لا نستطيع أن نحمي أولادنا من كل شيء، لذلك نسلّحهم بالقيم والعقلية الصحيحة. لا يجب أن نكون مثاليين، فأولادنا لن يكونوا مثاليين. بل علينا معالجة أخطائهم بالطريقة الصحيحة. في النهاية، الأبوّة والأمومة مسؤولية متعددة الجوانب وثمة مختصون يمكنهم مساعدتنا لنكون آباء وأمهات أفضل.

اخر تعديل
10-07-2020
زمن القراءة
5 دقائق

دعوة للفعل

أنشئ طفلك على الثقة بالنفس ليتعلم اتخاذ القرارات الصحيحة والجيدة ويتحمل مسؤوليتها.

موارد خارجية