طريقة أفضل للحماية

ذات مرة، اشتريتَ هديّة لشخص ما، لكنك لم تكن تريده أن يراها لأنها مفاجأة.

إليك إذن ما قمت به:

- النهاية -

1. وضعت الهدية في علبتها،
2. ووضعت الصندوق في كيس ورقي،
3. ووضعت الكيس الورقي في حقيبتك الخاصة،
4. وأخذت حقيبتك إلى غرفتك،
5. ووضعت الحقيبة داخل خزانتك،
6. وقمت أخيرًا بإقفال الغرفة لأنه كلّما أمّنت لها حماية أكبر، فذلك أفضل.
7. في النهاية، لم يعثر أحد على الهدية إلى أن قدّمتها.

- النهاية -

كانت تلك نهاية سعيدة، لكن تخيّل لو أنّك أبقيت الهدية في علبتها فحسب أو أنّك لم تضعها في حقيبتك أو تأخذها إلى غرفتك! ألم يكن ليراها أحدهم على الأرجح دون أخذ موافقتك؟ ينطبق الأمر عينه على هويّتك الرقميّة. بما أنّك لا تريد لأحد الدخول إلى بريدك الإلكتروني الخاص أو استخدام بطاقة الائتمان خاصتك كيفما يشاء، عليك استخدام المصادقة المتعددة العوامل.

تعمل المصادقة المتعدّدة العوامل على إنشاء طبقتي دفاع أو أكثر، عدا اسم المستخدم وكلمة المرور اللذين يسهل اختراقهما اليوم، بحيث يصبح من الصعب على الشخص غير المخوّل الدخول إلى حسابك.

1. عامل المعلومات المعروفة: تمثّل المعلومات التي تعرفها والتي توفّرها عند تسجيل الدخول مثل أسماء المستخدمين، أو هويات التعريف، أو عناوين البريد الإلكتروني، أو كلمات المرور، أو أرقام التعريف الشخصية. في بعض الأحيان، تطلب منك المواقع الإلكترونية الإجابة عن أسئلة سريّة مثل "ما كان اسم أستاذك الأوّل في الرياضيات؟".  لكن إذا استخدمتَ معلومات سهلة التخمين، يمكن للقراصنة معرفتها من خلال وضع احتمالات صائبة، لا سيّما مع التقنيات المتقدمة المستخدمة اليوم. لهذا السبب يُنصح باستخدام كلمات مرور تجمع بين أحرف أبجدية وأرقام طويلة تشمل رموزًا وأحرفًا كبيرة. عليك أيضًا تجنّب تكرار الرقم نفسه عند وضع أرقام التعريف الشخصية الرقمية الخاصة بك.
2. عامل المعلومات المملوكة: يشير ذلك إلى المعلومات التي تملكها أو التي تحملها معك ماديًا لتسجيل الدخول، مثل كلمة المرور المستخدمة لمرة واحدة والتي تتلقاها بشكل فوري على هاتفك ثمّ تُلغى في غضون دقائق معدودة. نذكر أيضًا مثالًا على ذلك البنوك التي تقدّم جهازًا معينًا يقوم بإنشاء رموز، على غرار كلمات المرور المستخدمة لمرّة واحدة، لاستخدامها من أجل الدخول إلى حسابك. يشار إلى أن بأنّ العاملين في الوكالات الفدرالية الأمريكية يستخدمون هذا العامل أيضًا، فيحملون معهم بطاقة للتحقّق من الهوية الشخصية تتيح لهم الدخول إلى المنشآت والأنظمة الخاصة.
3. عامل المعلومات المتأصّلة: هذا النوع من المعلومات لا يمكن تغييره، مثل خصائصك البيولوجية الفريدة التي تميّزك وحدك مثل بصمة الإصبع، وبصمة العين، وبصمة الوجه والصوت، وغيرها. ما يميّز هذه المعلومات أنها آمنة وسهلة الاستعمال، إذ لا يمكن لأحد نسخ بصمة عينك، ولن تنسى يومًا إحضار بصمة وجهك معك. كذلك لا يمكن لبصمتك أن تتلاشى مع الوقت كما بطاقة المصادقة.
4. عامل الموقع: ليس عليك أن تقوم بأي شيء حيال هذا العامل. فهو موجود لحماية هويتك ورصد مكان وجودك في موقع ما. لنفترض أنك تستخدم جهازًا يطبّق نظام تحديد الموقع الجغرافي، وعند إعداد حسابك، ادّعيت أنك تعيش في قطر. وهكذا، في كلّ مرّة تسجّل فيها دخولك إلى الحساب من أي مكان آخر، ستتلقى رسالة فورية للتأكد من عدم استخدام شخص آخر حسابك دون علمك. يمكن أن تشكّل عناوين بروتوكول الانترنت وأنظمة تحديد المواقع الموجودة في أجهزتنا الذكية أدوات دعم عظيمة. 
5. عامل السلوكيات: ذلك على الأرجح العامل عصيّ على الاختراق، فهو قائم على حركات ونماذج مطبّقة نادرًا ما تطبّق بشكل متشابه من قبل أكثر من شخص واحد. يعرض ويندوز 10 مثلًا كلمة مرور على شكل صورة، فتؤدّي ثلاث حركات مختلفة على عناصر عشوائية في الصورة لتحديد كلمة المرور الخاصة بك مثل "الضرب على الطابة، من ثم رسم خط في الوسط، وفي النهاية وضع دائرة حول الشمس".

تستطيع الآن مع كل هذه العوامل المذكورة أعلاه حماية هويتك الرقمية بأقصى درجات الأمان. مع ذلك، احذر من كيفية استخدام كلمات المرور الخاصة بك والمكان الذي تحفظها فيه، لأن اختراقها لا يحرمك من خصوصيتك فحسب، إنما أيضًا من مالك ومعلوماتك الشخصية التي قد يساء استخدامها فعلًا ضدّك.